تعبت يا سيدى يا رسول الله.. تعبت وتاهت روحى فى ظلمات متراكمة.. من أنا يا سيدى يا رسول الله؟!..ولماذا أنا هنا؟!..هل أنا مسلم مؤمن أم أننى -كما يدعون- كافر؟!.. ما هو المعيار فقد إختلطت فى ضميرى المعايير.. يا من أنت رحمة للعالمين إرحمنى وخذ بيدى أخرجنى بهداك من الحيرة..
يا سيدى يا رسول الله أنا واحد من عامة المسلمين البسطاء الذين يؤمنون بالله الواحد الأحد خالقهم وخالق كل الخلق، نؤمن بكتبه ورسله، ولا نفرق بين أحد من رسله، نحب الله ونحبك يا سيدى يا محمد ونشهد بأنك عبده ورسوله، كما نحب سيدنا موسى ونشهد بأنه عبده ورسوله، ونحب سيدنا المسيح ونشهد بأنه عبد الله ورسوله.. نراعى حق الجار وحق الطريق، ونرحم الضعيف.. نحب الزرع والطير والحيوان وكل ما خلق الله..لا نسرق ولا نقتل ولا نزنى ولا نكذب ولا نغش ولا نعتدى.. لسنا ملائكة يا رسول الله ولسنا شياطين ولكننا بشر نخطئ وننسي ونستغفر ربنا ونطمع فى عفوه إذا نسينا أو أخطأنا.. نصلى ونصوم ونحج وندفع ما علينا من زكاة.. نفعل ذلك دون إكراه ودون الحاجة لمن يحصى علينا ما نفعل وما لا نفعل.. فهل نحن مسلمون يا رسول الله أم نحن كفرة؟!..
يا سيدى يا رسول الله أنا واحد من ملايين المسلمين الذين لا يطلقون اللحى ولا يدّعون أنهم وحدهم ملاك الحقيقة المطلقة وأنهم وحدهم الأوصياء على الدين والأعلم به.. لانتعامل بغلظة مع عباد الله، ولا نحمل الـ آر. بى. جى والكلاشينكوف، ولا نطلق الرصاص ولانفجر الأسواق ونهدم المبانى بحجة إعلاء كلمة الله.. وهل تحتاج كلمة الله الى القتل والحرق والهدم والتدمير حتى تعلو؟!..هل هذا معقول يارسول الله؟..أليس الله بقادر على إعلاء كلمته ولو كره الكافرون؟!.. ألن تعلوا كلمة الله إلا بحكمهم لممالك الرعب فوق تلال الجماجم؟!.. هل تحتاج أعذب وأحن وأجمل وأصدق الكلمات لكى تعلو إلى أبشع الأفعال؟!.. أكاد أجن يا رسول الله..
رأيتهم فى التليفزيون وهم يأكلون أكباد قتلاهم من المسلمين فى سوريا، إنهم يقتدون بسنة هند بنت عتبة التى أكلت كبد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، عمك وحبيبك وحبيبنا يا رسول الله.. ورأيت راياتهم السوداء مكتوبا عليها -أبناء محمد-.. فهل فى دينك يا سيدى يا رسول الله وشريعتك أكل لأكباد الموتى؟!.. هل هؤلاء أبناؤك يا نبى الرحمة؟!..وإذا كان هؤلاء هم أبناءك يا محمد فأبناء من نحن؟!..أبناء من؟!
الكاتب: أسامة فرج.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.